who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Sunday, June 26, 2011

مذكرات ابن الحمار الشهيد...

كان يومي مريحاً جداً على الصعيد الجسدي, لكنه متعب على الصعيد النفسي, فأنا لم أذهب اليوم للعمل, حيث قطاع السياحة مضروب هذه الأيام  بسبب الإضطرابات في البلاد. أنا من أسرة لا دخل لها بالسياسة, لربّما لأنها كانت أسرة حمير
, لديها هموم أكبر من التنظير, فعندما يكون الهم الأساسي والوحيد لأي حمار, كيف سيأكل و يشرب فقط, سوف يتراجع مستواه الفكري لدرجةٍ, قد يصبح بعدها حمار رسمي " أنا أكره  الملل, لا طعام لدي, وأبي الحمار أخَّرَه صاحبنا الحمصي بالتأكيد".
فجأةً ! وأنا شارد بأسرار وجود الحمير, وما ستفعل الإضرابات الحالية في البلاد في مستقبل حمير البلاد, سمعت ضوضاء و صراخاً و أصوات رصاص كثيف, إعتقدت للحظة, أن إسرائيل كعادتها تريد قصف موقعاً سورياً نووياً جديداً" يالا حماقة البشر ؟! يعتقدون أن نظاماً سرق و قهر الشعب عشرات السنين بحجَّة المعركة ضدَّ الإمبريالية و الصهيونية,الذي هو أضعف من أن يبني سدّاً قوياً للمياه, فكيف له أن يبني مفاعلاً نووياً وهو لم يبني إنساناً بعد. فدولة مثل سورية منذ عشرات السنوات تستهلك أكثر من خمسن و سبعون بالمئة من ميزانية الدولة للمجهود الحربي لمعارك وهمية. هاهي إسرائيل تتجوَّل طائراتها الحربية فوق سورية وحتى فوق القصر الرئاسي, دون أن يُطلق رصاصة واحدة, بينما بسبب كلمة حريَّة واحدة من طفل صغير في الإحتجاجات الحالية في البلاد, كلّفته أكثر من رصاصة و بعدها قُطع عضوه الصغير, ويأتي عضو حمار في مجلس الشعب ليقول لنا: "هو لم يكن عمره ثلاثة عشر عاماَّ كما روَّجت وسائل الإعلام الغربية المتآمرة على سورية, بل كان عمره سبعةَ عشرة عاماً!" وبهذا البرهان الدامغ استطاع إقناع كل الحمير!".
عندها تذكَّرت قصَّة حدَّثني إياها جدي الحمار الأكبر لها علاقة بمجلس الشعب... ففي يوماًّ ما من أيام الثمانينات, عندما كان جدي على قيد الحياة. جاء رجلٌ يعمل في مجال التهريب, يُطلق على هكذا رجال في الثقافة المحلية الشبيحة, فهم يد النظام التي يسرق و يقمع بها, رجالٌ لا يُشبع غرائزهم و حجم أدرينالين المتعة لديهم سوى التلذذ بقتل من لا يقدِّم لهم فروض الطاعة. والسؤال كيف يمكن تعبئة هكذا أشخاص بهذه السموم الإنسانية ؟. قالَ  لصاحبي ممازحاً" خذ هالميَّة ليرة يا كِر وعيرني خيَك الكِر الصغير شي يومين" طبعاً أهان غروره جدي, فهو كان يقصد جدِي بالكر الصغير, وجدي كان يصبر على كل شيئ, إلا ما يخصُّ كرامته, التي نصَّ عليها مثاق الأمم المتحدة للحمير. لم يستطع صاحب جدي الرفض, فهؤلاء مبرمجين على سماع كلمة نعم, وكلمة نعم غير كافية دون كلمة سيدي بعدها...
 امتطى الكر جدّي الحمار, على طول الطريق وهو ينظر لجدي نظرة احتقار كونه حمار حمصي, وأحياناً يركله كالحمير. أخذ يسير بجدي في ممرات جبلية وعرة على الحدود مع لبنان حتى التقا بأربعة أشخاص ملثمين, لكن من لهجتهم عرف جدي أنهم شبيحة- فالشبيحة على أشكالها تقع- رُبط جدي بمحاذات ثلاث حمير أخرين, وعندما ابتعد الشبيحة عنهم, أخذوا الحمير راحتهم في الكلام أكثر.
سأل حمار من الحمير الثلاثة جدي بلهحة الكرارة المعروفة" من القرداحة الحبيب؟" أجاب جدي  " لا", فسأله " لكان من وين يا كِر" وضحك. خبَّـأ جدي غضبه من هذا النفس العنصري لدى الحمير خوفاً من رفسة طائشة, قد تقتلع نسله, وابتسم وكأنه أخذ الموضوع مزحة أخوية بين إخوة الوطن الواحد. التفت جدي للحمار الثاني و سأله بمكرٍ " من وين يا حبيب؟" " أنا من السويداء" "على راسي كل حمير السويدا" " لك تسلملي يا مذوق". جاء الشبيح وأخذ الكر العنصري وذهب به, عمَّ بعدها جو من الطمأنينة بيننا الحمير الثلاثة, بعد ذهاب ذلك الكِر. جدي: " ما حبيتو ل هالحمار" " مين بحبوا عامل حالو أحمر حمار بالدنيا و هو تالي كِر" " من وين الأخ " " من معلولا" جدي مسروراً بهذه الصدفة الجميلة يسأله " بتحكي آرامي" " لا! بس بابا بيحكي منيح و بعد سياسة التعريب, صار الحمار لازم يتقن اللّغة العربية  ليمشي حالو" رد حمار السويداء بلهجة جبلية تلقائية" لهجة الكرارة بتكفي هالإيامات" ضحك جدي, بينما الحمار الآرامي خائفاً" اسكتوا أحلا ما يسمعنا شي كِر" "ما في حدا! اسا مشغولين بعملية التهريب", سأل جدي " تهريب شو؟" " كل شي بيخطر على بالك! ليكو تاركين هون شوية حشيش" " حلوا تاع نسطلةً", جدي كان من أسرة محافظة بعض الشيئ" لا" " لا ضييع هالفرصة" " يعني شو بتعمل الحشيشي ؟" " بتخلي الحمار يطير" فضحك جدي معهما معلناً بذلك قبوله فكرة الطيران....
بعد برهةٍ طويلةٍ من الصمت تأوَّه جدي, وبعدها عمَ الصمت الطويل من جديد, ثمَّ تأوَّه الحمار الأرامي, وخيَّم الصمت مرةً أخرى, وإذ بحمار السويداء منفعلاً" خيي بتنهولي هالسيرة و إلا بنام" " ليش طبعكن حامي حمير الجبل" " يا خيي شي بيفقِّع هالحياة" " ليش بالك صاير أقصر من الرسن تبعك" " ياخيي ! قال شو جابرك على المر غير الأمر منو" " شو المر و شو الأمر منو" سأل جدي, رد الآرامي " اسا بعد ما ياخذ الحشيس مفعولو بيروق" " أي حشيش قصدت" وضحك الحمير الثلاثة. جدي يسأل بعد أن أحب الحمارين السوريين" شو شغلتكن إنتو بالضبط" " حمير عند هالكرارة" " أكيد حمير مش أحصني! بس شو شغلتكن بالضبط كحمير؟" " بهربوا على ظهرنا !" " حرام يعني!" " ياخيي هالطريقة الوحيدة ليعيش الحمار ببلد الكرارة!", يؤكد حمار السويداء على نظرية حمار معلولا الصحيحة بهزة جديَّة, لا تقبل جدال" سويدا ميتي يا حمار, يا إما الحمير مشردة بدول العالم, عبتفلح لتعين حمير الوطن, وحمير البلد عبيشتغلو بس بآجار حشيشاتن", ردَّ الحمار الآرامي " شو حشيش ! صرنا اندخنوا بدل ما نلكلوا لنصبر" " يا خيي حاستلك حتى الطقس بيفسد إذا كان النظام فاسد! يا زلمي الزراعة ماتت بالسويدا, ولا في مصانع و لا معامل, والسياحة ما بتتشجع, مع العلم إنوا السويدا... دخل ربى شو حلوي و أثرية! سرقوا البلد مش مشكلة, بس يشغلوا إخوات ...هالمصاري بالبلد ! لا بيشغلوها بالغرب إلي عبربونا على عداوتو" " حبيبي هني و الغرب خوش بوش ! ها ما بتمرق على حمير حمص حبيبي ! لك هالأسد و أخو ما شايفين حدا إلا مصالحهن, ونزلين قتل و ترهيب بالعالم, ليك حماه أبادها!" " يا أخي حمير حماه إرهابيون, بدون إمارة حميرية, حتى عنا حمير سويدا الواصلين بالنظام, قالولنا! حمير حماه راح يبيدوكن, مثل الشيشكلي من زمان " " يا أخي الحمار: النظام إلي صنع و ولَّد الإرهاب!  صفَّى كل القوى المدنية و السياسية المعارضة بحجة قضاءه على عصابة الحمير العميلة, وبذلك كل الحمير الوطنية, أصبحت بالمقابر أو السجون السياسية! وحمير البلد برا السجن, إما بيرفِسوا تحت السقف الإسطبلي للنظام, أو إنكفؤا لقطاعات إجتماعية صغيرة و هموم أبسط لا تبني وطناً قوياً بكل حميره, حمار ينطح حمار, واضطرَّت كل مجموعة حميرية أن تنغلق على نفسها تحت إطار عقيدي أو إديولوجي معين و تبحث في التاريخ عن نفسها لبناء قوانين و أعراف تحميها من الأخر تحت قانون الطوارىء, و أنا برأي المتواضع كحمار بأنَّه, حالة الطوارئ هي حالة إرهاب نفسي تقصي العقل و يصبح العقل يفكر فقط  بإقصاء العقل الآخر خوفاً من أن يقصيه, وبذلك تظهر أقبح ما لدينا من غرائز!" " إنت لازم يحطوك فيلسوف عالحمير كلها! شو مخلص الأخ؟" " علم إجتماع الحمير" " و برأيك راح يجتمعوا؟" " لازم و إلا مصير حمير البلد بخطر! يا حمير العالم اتحدوا!" " بينتو هالحمار شيوعي", علَّق حمار السويداء " اسا وحدلي حمير البلد و بعدها الحمير الباقي بتخذهن من هالشوارب" ضحك الحمير الثلاثة... " ياأخي بالعكس التعدد الإيدولوجي و العقيدي يصب في مصلحة الحمير! مش مشكلة إذا الحمار شيوعي أو بعثي أو مؤمن بأي شيئ, المهم يصير الحمار إنسان لا يحتكر الحقيقة المطلقة ويقصي حقيقة الآخر, وبالتالي تنافس حضاري و مدني لكل فعاليات المجتمع, لتقديم أفضل ما لديها من مشاريع وطنية حقيقية و ليس فئوية, المهم التشريع الذي سيحكم الأشخاص وليس أشخاص تحكم القانون!" " خلص حاج تحكي حركتلي ضميري الحميري!" " خيي بس النظام طائفي" " لا طائفي ولا شي ! نظام عائلي فاسد! شوف شو نكل برابطة العمل الشيوعي, التي كانت أكبر نسبة من أفرادها من طائفة الأسد. فالأسد أساء لطائفته أكثر من الطوائف الأخرى!" " وإنَّ ظلم ذوي القربة أشدُّ مرارةً " " على راسي شعراء الجبل" " نحنا عارفين الحقيقة عنا بالسويدا بس ياخيي اللأسد و أخوه جزارين" " خيوو ما خلا حمارة إلا و ...." " والأسد ما خلا حمار إلا و ...". عمَّ جو حميري حميمي وطني مليئ  بالضحك والكوميديا السوداء التي يشتهر بها عالم الحمير حتى ساعة متأخرة من الليل...
 جاء الكرارة لأخذ الحمير الثلاثة لتنفيذ المهمة اللاأخلاقية, فوقت العمل حان, توادع الحمير الثلاثة على أمل لقاء وطني سوري حميري لبحث مواضيع الفساد, لا من أجل إزالته, لكن للقلقلة عليه فقط, وذهب كل منهم لمصيره المجهول مع الكرارة.
 مشى جدي خلف  الكر ودخلو المنطقة الحدودية.  توقف جدي عندما قال له الكر " توقف يا حمار".
أطلَّ من بعيد كر لبناني كان خلفه حمار لبناني نعنوع يحمل على ظهره فتاة جميلة بكامل زينتها تصطحب معها كلباً صغيراً, تدلٌّ لهجته أنَّه كلب غربي مدلل لأنو كلاب البلد عنا عايشين عيشة كلاب.يسأل الكر " شو الدولارات معكِ يا حلوي! المعلم ناطرك" " تبعاً" " وليش جايبي معك الكلب؟" ردت بغنج لبناني" تَ يحميني" " له! هادي شغلتنا ! الكلب بيرجع مع صاحبك! "  ردّ صاحبها الكر  اللبناني بخوفٍ من الكر السوري " حاضر سيدي " " أنا ما عبحكي معك ! عبيحكي مع الكلب!" وضحك الكرارة الثلاثة ضحكة برغماتية مصطنعة.
وضعوا على جدي خرج الدولارات وامتطته الجميلة اللبنانية! وساروا عائدين, فهم جدي بأنهم يحتاجون حمارا سوريا لإنجاز هذه المهمة, التي لا يستطيع الحمار اللبناني إنجازها لغاية في نفس الكِر. تأججت مشاعر الذكورة الحميرية لدى جدي و أحس لأوَل مرة, بأنه بحاجة ليكون حصان له عنفوان و كرامة, جدي يفكر بهذا الفساد وأحب أن يفعل شيئاً ما من أجل الوطن, صار جدي يبطئ عن قصد و خاصة عندما اقتربوا من كتيبة عسكرية سورية, حيث فكر جدي بخطة ذكية باختصار, أن يركض بسرعة كبيرة نحو تلك الكتيبة لتسليمها ما على ظهره من فساد. وبذلك يكون قد أنجز عملاً وطنياً بامتياز و بناءً عليه قد  يُعرض عليه أن يتطوع بالجيش, لكنَّ جدي كان يعرف بأنه في هذا الوقت أُفسد الجيش و أصبح فعالية كبرى للإبتزاز والسرقة وهو جيشاً لفرد وليس لوطن, فرفض العرض, الذي لم يقدّم له بعد.
أخذ جدي يركض و يركضو حاول الكر إطلاق النار عليه لكن استطاع جدي من انجاز هذه المهمة النبيلة. استوقف جدي و الفتاة حرس الكتيبة, الذين اتصلوا بقائد الكتيبة و أخبروه القصة, قائد الكتيبة يرد" المصاري حطوهن بحساب زعيم البلاد و الجميلة خذوها لأخوه رفعت البلاد" " سيدي و الحمار" " خدوه على مجلس الشعب". أحسَّ جدي عندها بأكبر إهانة يسمعها بحياته, فهذا المقام لا يشرفه.

أنا لم أكن أتوقع أنَّ تطول قصَّة جدي القديمة تلك هكذا, فأنا لم أروي ما حدث لي بعد! وخاصة بعد اقتحام الكرارة السافر لإسطبلي الآمن وقطعهم سلسلة أفكاري " إخوات الشحطة كيف عرفوا بهذه السرعة؟! بشو عبفكر!".   
حمار.  أعتذر عن الأخطاء اللغوية  و الإنشائية, لا لشيئ سوى لأنني كاتب
صديقكم الحمار
O.S.A
    

No comments:

Post a Comment