who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Monday, June 13, 2011

السويداء بين التاريخ المشرِف و هواجس المستقبل


السويداء أو مايطلق عليها جبل العرب أو جبل الريّان, وهناك أيضاً أسماء كثيرة أخرى, تدلُ على عمقٍ ضارب في التاريخ القديم و الحديث لهذه المحافظة. في ربوع المحافظة آثار خلًفها الآراميون و الصفوِيون و الأنباط.

لم تستطع الأمبراطورية الرُومانية بكلِ قوتها و عظمتها إحكام السيطرة على السويداء, إلا بعد عناءٍ غير مسبوق  ل الإمبراطوريَة الرومانيّة. وأدركت الإمبراطورية الرومانية آنذك حقيقة ستتكررلاحقاَ في التاريخ, والحقيقة هي, لا يستطيع أحد حكم هذه المنطقة بمنطق القوَة و الفوقيّة, إنما بمنطق الحرية و المساوات مع الآخر والإحترام المتبادل.حتى تمكن فيليب العربي ابن المحافظة من أن يصبح امبراطوراً رومانياً.
وبعد تلك الحقبة تحالف الغساسنة و القحطانيون, الذين سكنوا السويداء, مع العرب ضدّ الروم و الصلبيين. ومن ويلات الحرب عاشت المنطقة بحالة الحرب والدمار بعد المجد السابق. ومع فخر الدين المعني الثاني عادت الحياة إلى السويداء, وأخذت تشهد هجرات من لبنان و فلسطين وحلب. ناصرت هذه الأصول و الأقليات مفهوم القومية العربية, وعلى ذلك ناهضت الإحتلال العثماني بكل بسالة, ولم يعرف الجبل حكماَ عثمانياَ مباشراَ حتى عام 1840, حيث تعرَضت السويداء لإبادة من محمد علي باشا, بعد ذلك شارك الجبل بفرسانه الشجعان في الثورة العربية الكبرى, الذين استشهد منهم العديد من أجل الدولة العربية الكبرى, التي تقوى بكل ألوان الطيف السوري الإثني و الديني والعرقي و الإديولوجي و القومي, ودفعت هذه الأقليات الغالي و النفيس من أجل مفهوم الوطن الكبير و استقلاله, لأنَه هو الضامن الوحيد لاحترام خصوصية كل مكون سوري تحت سقف الوطن.
وما كان رفض الجبل الإحتلال الفرنسي بالرَغم من الإغراآت المقدمة من الإحتلال لكسبه كأقلية ضد الأكثرية(اختراع أجنبي) كون الأقلية لا تفكر بالإنقلاب, لكن الجبل أثبت ككل مرَة أنه ضدَ كل موآمرات التقسيم, وهويته هوية وطنية انسانية, حتى انبثق عن كل النضالات ضدّ الإحتلال الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش, الذي بويع كقائد للثورة السورية الكبرى من كل أطياف اللون السوري.
قاد سلطان باشا الأطرش الثورة بكل شرف و وطنية تحت شعار"الدين لله و الوطن للجميع " وببيان الثورة السورية الكبرى قُدِّم من خلاله تصوراً عن سورية المستقبل الكريمة الحرة الجامعة البرلمانية التي ستتفاعل مع الآخرحضارياَ و انسانياً. بعد الإستقلال عاد هذا الرجل و القائد العظيم للحقل و رفض كل المناصب و الميزات مُكتفياً بعمله النبيل هذا.
 وعندما نُصِّب فارس الخوري رئيساَ للوزراء في سورية وهو أعلى منصب سياسي آنذاك, سُئل سلطان الأطرش من قبل هاشم الاتاسي رئيس الجمهورية: هل هناك مشكلة في تولي فارس رئاسة الوزراء كونه مسيحي, فرد سلطان على الفور: و هل سيحكم بالقانون أم بالانجيل, فأجابه هاشم الاتاسي بتلقائية: طبعاً بالقانون, فرد سلطان و بتلقائية ايضا: اذا أين هي المشكلة. بالفعل كان فارس الخوري المسيحي أول رئيس وزراء لسورية بعد الاستقلال.
للأسف بعد هذا التاريخ المشرِف للحياة المدنية السورية و رجالها العظام لصناعة سورية المدنية, تم وأد هكذا أفكار لصالح الفساد و المصالح الفئوية, و بركوب رجال العسكر و الفساد على ظهر الثورة, تحت دعم وشرعنة خارجية لتقوية سلطاتهم. الهدف كان دول بأنظمة قوية و شعوبٍ ضعيفة لحماية إسرائيل, لأن فكرة حرية الشارع العربي و دمقرططه  هو الفكر الذي سيذيب مفهوم الصهيونية و التبعية لمصالح الغرب.
 كانت الأنظمة التوليتارية اللاحقة صديقة لكلِ الأطراف الخارجية و المشروع الإستعماري الجديد, فإسرائيل هي ليست إلا ناتج واقع عربي رديئ و أنظمة أردأ, تعرَّت من كل شيئ من أجل نوازع و غرائزوتشوهات خلقية و نفسيَة لا ترقى حتى بالحيوان.
إلى أن وصلنا لمعادلات لا تمُت بصلة للمدنية ولكن كلَها تتمحور تحت عبادة الفرد.أصبح لدينا وطن للزعيم وليس زعيم للوطن قبيلة للشيخ و ليس شيخ للقبيلة أسرة للأب و ليس أب للأسرة. وارتد المجتمع المدني إلى أسوأ حالاته في سورية مع نظام الأسد الأب, الذي اختصر كل التاريخ و المجد و الحضارات والفعاليات المدنية باسمه فقط, وبثَ فيروسات العشائرية و التعصب و الطائفية و الجهوية, وفرّغ الحياة المدنية والإجتماعية و السياسية في البلاد في قناة أمنية, كان على رأس أولوياتها تفصيل البشر و الأفكار و العقائد على مقاس الزعيم و طموحاته و غرائزه, طبعاَ لتلبية المقاسات المطلوبة من الغرب, لبقاء الزعيم المخلص فقط لحسابه في البنوك الغربية وغريزة السلطة المريضة.
لا ألوم القائد الإبن على صفات الغرور و داء السلطة التي فاق بها أبيه, كيف لا وهو كطفل مدلل لم يكافح كأباه للحصول على السلطة, وجاء و في عالم اللاوعي على الأقل عنده أنه الوريث الوحيد, وأنتقلت سورية من  مفهوم الدولة إلى مفهوم المزرعة. بالرَّغم من إعطاء الشارع السوري الأسد الإبن فرصة حقيقية لتحويل سورية للمدنية كما وعد. لكن نظام مبني على الفساد و التستر على العورات و القبائح ليس لديه إمكانية أخرى غير الحل الأمني والسعي لتغذية كل النعرات الطائفية و الحركات المتعصبة وكل أنواع الكذب لجر البلاد إلى حرب طائفية تعطيه نفساَ لشرعية جديدة ووحيدة, بعدما انكشفت عورته على الملأ, وفقد كلَّ عناصرشرعيَّته. وليقول لنا, نحن دعاة المجتمع المدني السليم:أكون أو لا تكونون.
بذلك تشكَّلت حالة من الخوف لدى الأقليَّات من المجهول, الذي يقوده هذا الجنون والإنفعال العدواني اللاإنساني من النظام المريض. فتتردد بعض الأقليات و الناس بسبب الخوف المزروع بكل عناية بجهازنا العقائدي على مدى عقود. قد يستطيع النظام الوقوف أمنياً بوجه الثورة, لكن عجلة التاريخ و الحاضر و المستقبل ستسحقه, بعدها لدينا الكثير من العمل ونحتاج الكثير من الوقت لبناء ما دٌمّر على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيد الإنساني و المجتمعي.
إن حياة المدنية يجب إعادة إحيائها. الثورة في حالة الولادة, لن نستطيع منع آلام الولادة بل نستطيع تخفيفها, و الحرص على ولادتها سليمة معافاة ملقّحة ضدَ أمراض الإستبداد و الإستعمار و التبعية, وضدَ فيروسات الطائفية والعقل القمعي و الكراهية و إلغاء الآخر.
ليس العيب أن يكون الخارج له مصالح عندنا, ولكن أن تتقاطع مع مصالحنا تحت سقف وطني. علينا كل المثقفين أن نقوي جهاز مناعة الثورة ضدّ الخطاب الإقصائي و القمعي والإنفعالي الأرعن, فهذا ما يريده النظام.
أعود لمحافظة السويداء, حيث أخافني التهجم من بعض عناصر الثورة على السويداء كمحافظة و الدروز كدين, متناسين أن الفساد الديني والإجتماعي و النفسي و المجتمعي ليس له هوية إلا المال و السلطة. في كل دائرة اجتماعية أو دينية أو سياسية في سورية  الفاسد وليس فاسد والمستفيد من الفساد و المحروم من ميزات الفساد.
تاريخ السويداء العريق و ميراث بيان الثورة السورية الكبرى ومثقفو و وطنيو جبل العرب,  لن تخذل الثورة. لطالما قدَّمت في عهد الأسد أيضاً الكثير من معتقلي الرأي والمآسي من أجل مجتمع مدني, قوة كل عنصر فيه قوة للآخر وبالتالي للوطن.
كم أتمنى, أن يتقمص التاريخ لبيان الثورة السورية ضد الفساد و أتباع الإستعمار مجدداً من السويداء الحبيبة"الدين لله و الوطن للجميع". إلى أن تتحقق هذه الأمنية القريبة, علينا توحيد جهود الثورة لضمانة الولادة السليمة العاجلة و الإتفاق على ميثاق شرف بين كل مكونات المجتمع يضع تصوراً مشرفاً جديداَ لسورية الجديدة و بأسرع وقت ممكن, فحماية الثورة واجب وطني و إنساني على كل فرد سوري. ودعم محافظة السويداء والأقليات الأخرى على الصعيد النفسي و المعنوي. الإحساس بعدم الخوف من البديل –لعبة النظام – عامل مهم لإنجاح الثورة المرجوة. لذلك أقترح أن تكون جمعة الدين لله و الوطن للجميع.
 آخذين الأسباب التالية بعين الإعتبارالتي برأيي أعاقت الحراك الشعبي في المحافظة على نطاق يليق بالسويداء ومثقفوها وشبابها:
شعور الأقلية بأنهالم تنل من الأكثرية على مدى التاريخ وفي مراحل معينة سوى القتل و التنكيل, وشعور المجازفة بميزات الأمان الكاذب من النظام مرتبك.
القيادة الدينية و الشعبية فاسدة أوجاهلة تلبي مصالح النظام, فالنظام لم يترك أية طائفة, إلا و وضع على رأسها هكذا قيادات.
تعدد التيارات الفكرية و السياسية و الدينية والإجتماعية في المحافظة, فهي ليست كتلة واحدة كما يراها الخارج.
عدم وجود أماكن تجمعات دينية على مبدأ الكنائس و المساجد, والنظام سعى كما باقي المحافظات على منع أي فكرة تجمع مدني.
إنَ محافظة السويداء من أفقر المحافظات السورية على مستوى الناتج المحلي بعدما كانت في عهد روما الأغنى, لكنها تعتمد الآن فقط على المغتربين الموجودين بكل أصقاع العالم, الذين يٌنعشون اقتصاد المحافظة في العطل الصيفية. فالشباب في السويداء أقلاء, فهم إما مغتربون أو موظفون و طلاب عند الدولة, وهم مهددون برزقهم و مستقبلهم و لقمة عيشهم.والمغتربون مهددون بالحرمان من هذا الوطن, والتسبب بالآلام لأسرهم هناك في الوطن.
حجم التواجد الأمني الكثيف و القمع المعروف قبل نشوء تجمعات كثيرة.
فوطنية منتهى الأطرش و أغنية سميح شقير تشرَّبتا من عراقة هذه المحافظة...
ولأني أسمع أغنية جديدة أقترحها على الصديق سميح شقير
ومن السويدا و سمعت سورية صوتك يا منتهى ينادي علينا :
حيِ على الثورة يا رجال
حيِ علي الشموع بدينا وما نرضا بالإستغلال...
معاً إلى سورية مدنية...
ملاحظة غنى هذه الصفحة من غنى مشاراكاتكم, فالصفحة ترحب شاكرةً مساهاماتكم. كما أودٌّ لفت الإنتباه لوجود دراسة جادة للدستور السوري في الصفحة تنتظر آرأكم و تعليقاتكم. علنا نضع حاضنة مشرِّفة لمستقبل يليق بسورية. المهم ليس من هو الشخص البديل أو النظام البديل في سورية, بل المهم من هو القانون و التشريع الذي سيحكم سورية الجديدة.  
عمرأبوحمدان



No comments:

Post a Comment