who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Sunday, May 22, 2011

ذاكرة حمار شهيد

حمص هي محافظة سورية, وهي ثالث أكبر محافظة في سورية, وقد كتب عنها الكاتب الألماني السوري الأصل رفيق شامي, حيث وصفها بقصة جميلة " لماذا الحماصنة مجانين", وأقصد هنا بالماجانين, حيث هذه الدعابة هي تراث سوري بإلصاق كل النكات التي توحي بالغباء إلى الحماصنة,
وبالرغم من أن الحماصنة يشكلون أكبر نسبة متعلمين و مثقفين و وطنيين في سورية, فهم ظرفاء وأذكياء لدرجةٍ, أنهم هم أنفسهم  يصنعون هذه النكات عنهم ويتقبلوها بكلِ رحابة صدر.
ويعيز رفيق شامي بقصته هذه, بأنَه ذات يوم أراد ملك جائر السيطرة على حمص لتوسيع مملكته, فاتفق الحماصنة أن يلعبوا دور المجانين لمقاومة هذا الملك العاتي, وبالفعل بعد دخوله المدينة تركها الملك لأنه لم يستطع حكم هؤلاء المجانين. فأحياناً لا تسطيع مقاومة الجنون إلا بالجنون و بالجنون و بالجنون.
والآن حمص تتصدر التاريخ السوري من جديد, ففيها تمَ تمزيق ولأوَل مرة منذ أكثر من أربعين عاماً صورة الأسد, بعدما عششت هذه الصورة باللاوعي في كلِ كائن حي يعيش في سورية, هذه الصورة أصبحت تقليداً و عرفاً إجتماعياً سائداً في الثقافة السورية, حتى حدَثني ابني هالجحش الصغير, الذي كان    محظوظا في عمله في مجال السياحة, عمل محترم بيركبوا على ظهره الفتيات الأوربيات بكل محبة واحترام و يحاولون محاورته و التغزل فيه و تدليله بالمسح على جسده, وحتى يمنعون صاحبنا بضربه فهم يحترمون الحمار, عندن الحمار بيعيش عيشة حمار مش مثل عنا بيعيش كأنَه حمار. المهم سمع ابني الجحش بينما كانت سائحة ألمانية تمتطيه وتسأل صاحبي بلُغةٍ عربية مكسَرة عن هذه الصورة كلَما شاهدتها فهي أهم معلم تاريخي و حضاري في سورية و منتشرة في كلِ مكان " من هذا؟" يجيب صاحبي " الأسد" فكلمة أسد باللُغة العربية تعني السبع باللُغة الألمانية وليس فقط اسم حاكم سوريَة. وبعد قليل تشاهد الصورة مرَة أخرى و تنسى أنَها كانت مشابهة لسابقتها لربما كانت أوست فريزرن, و اوست فريزرن بالعربي معناه حمصي" من هذا؟" صاحبي الحمصي يتعجَب من غبائها و بإبتسامة يجيبها" الأسد " فأجابته " ما عندكو غير هالحيوان بسورية". وقتها قلت لإبني مؤنباً" هالبلد بس الجحش إلي بيحكي بالسياسة وبتروح علي".
و لكن بصراحة لم أهتم لعالم البشر فأنا لا أتحمَل سخافاتهم و كذبهم و غبائهم اللامحدود مثل الحمير. كنت منصباً على عملي عند صاحبي, التي نشأت علاقة ما لا أستطيع تفسيرها لكن مع العشرة الطويلة بيننا أصبحت العلاقة واضحة أعطيه عملاً يعطيني طعاماً ومسكناً متواضع, له همومه ولي همومي. لا أنطق بشئ, وأوهمه بأني لا أفهم ولا أسمع شيئ, يعني حمار بصراحة, فأنا لا أطيق هذه الرفاهية الفكرية أن أشارك سادتي بهمومهم, فلدي ما يشغلني.
وزادت العلاقة أكثر وداً عندما اقتنعت بأنَ صاحبي حمصي وأنا حمار, وكان كريماً معي بأنه لم يبع ولدي الجحش الصغير تركه لي ويشغَله بمجال السياحة. والحياة ماشي أنا و أبني عم ناكل من عرق جبينا مستورين, وبعد موت زوجتي الحمارة, التي ما فتئت دوماً على تشبيهي بالحمار الحامل السلُم بالعرض, فهي كانت تريد أن أعمل بمجال تهريب السلاح و المخدِرات مع الكرارة الواصلين بالدولة. وكان ردي دائماً الحمار عنده مبادئ وها مش مستواي, فكان ردها يجرحني ويزيد الشرخ بعلاقتنا الزوجية بوصفها الدائم لي بالحمار.
عندما كنت شاباً كنت أصرخ أحياناً معبراً عن امتعاضي, لكن لم يسمع او يكترث  لي أحد, فاكتفيت بنفسي و بحكمتي.
وإنَ امتع اللحظات عندما كنت أغوص و أغرق بأفكاري عند مشاهدة الغروب لدرجة مضحكة بأنَ سيدي يضطر لضربي أكثر من مرة, وبالرغم من هذا الألم لم أكن أنتبه إلا متأخراً من كثرة الشرود و الأفكار, وعندها أغضب قليلا وأسير معه وأسايره فهو حمصي و أنا حمار.
وكان عندي أمنية واحدة أن تحصل ثورة في سورية وتصبح معاملة الكرارة لي كحمار وليس كحمار, ولربما بعد الثورة ستتطور الوسائل و يدخل عصر الماكنات وبطلع على التقاعد, وبحاول دبِر لأبني هالجحش شي فيزاعلى أوروبا بلكي بيشتغل بشي حديقة حيوانات أوروبية محترمة, فأنا سمعت بان الحمير هناك مرفهين بياكلوا أحلا أكل بيلبسو أحلى لبس لديهم كل أنواع التأمين, وبياخذوا صور مع نساء أوروبا الجميلات اللواتي يتسابقن على رؤية الحمير ومداعبتهم, وإذا تزوجلو حمارة أوروبية بياخذ جنسية وخذ على ميِزات, ممكن أن يدبِر لي شغل بالحديقة هناك, ليش لا؟ أنا حمار عندي خبرة بالحياة وخاصة مجال الزراعة و الفلاحة و التعتيل و الهم والتعثير. أنا بحب الغرب عطى حقوق للحمير, لكن سمعت من أنه أخواتنا البقر هناك بيشتغلوا كثير ليغطوا حاجات الأسواق الأوروبية من الحليب و إجازاتهم قليلة ويعانون من البرقراطية, من شي قليل صار معن جنون البقر, يا سيدي هون البقر بياكل قتل كثير بس بألمانيا أكثر إهانة بيسمعوعا "إنت بقرة غبيَة حان وقت العمل".
وفي طريقنا إلى البيت بعد الإنتهاء من العمل, أحب صاحبي ولأوَل مرة أن يتبضَع من مركز المدينة مباشرةً, ما عرفت شو صرلوا هالحمار يطرِقنا هالمشوار مشان يوفر كم ليرة, فهو حلف ما عاد يشتري من عند سمان الضيعة الغلوجي, وأنا كنت جوعان كثير و مشتاق لأبني الجحش كثير, وحسيت للحظة إني ما راح شوفو بعد.
ونحن بالمدينة صرت اسمع هتافات و شعارات لأوَل مرة بيسمعها بحياتي شي من قبيل الحرية وضد الظلم والفساد هيك شي يعني, ومبين أنوا الهاتفين مثقفين مش حمير وحضاريين وسلميين ذكروني بأيام الشباب لما كنت إصرخ وما يسمعلي أحد, بس ما كنت متوقع إنوا الأمن وأتباع الأسد راح يقمعوهن بالطريقة الوحشيَة هذه, حتى أسد الغابة ما قتل بهذه الطريقة الحيوانية, وينعتوهم بالكرارة وهذه الكلمة مهينة بآداب الحمير ويستخدمها فقط الكرارة.
وكلمة الحريَة عششت موسيقاها بداخلي, حلوي كثير بتخليك تفكر و تؤمن بما تريد دون خوف في مجتمع الكل للكل, وفكرت أسس حزب للحمير ونعمل ثورة لحمير العالم جميعها من أجل مستقبل أفضل, بس أنا خائف من مجيئ الحمير الأمريكان هدول بلبطو كثير, بعدين معن مصاري ومتعلمين, ويمكن يطلعوا حمير. فقلت لا حمير بلادي أحلا من حمير الغريب, بس هالكرارة نرفزوني ماعاد فكرت شو بدوا يصير بالحمير بعدين المهم نخلص من هالكرارة السفاحين الموتورين.
استدرت لأخذ برأي سيدي فهو حمصي, فرأيته ملقاً على الأرض مضرَجاً بدمائه. شيئٌ ما في داخلي صعقني و حطَم كلَ أحلامي البسيطة, حاولت الهروب من جنون الكرارة وفي رأسي تطنُ كلمة حرَية, لحقت بشابة جامعية كانت تركض محاولةً الإختباء بين شجيرات حديقة محاذية. وإذ بشخصٍ يحمل كلَ أنواع السلاح متخفي بلباس أفغاني و لحية إرهابية يسألها بلهجة الكرارة المعروفة لدى كل حمار سوري " أنت بدك حريَة كمان؟ " أجابته بغباءٍ مصطنع " أنا حمصية ما بعرف شو يعني حرَية" " لكان شو عبتعملي هون, ما بتعرفي في حضر تجوِل؟" " انا لأنوا اسمعت إنو في حضر تجوِل طلعت شوف شو هالقانون" " عن جد ما اغبا الحماصنة, أنا بدي علمك شو حريَة". أخرج صورة من جيبه للأسد ووضعها على الأرض وقال لها:"اركعي لربَك " "لكن هذا ليس ربي!", وأخذ الكر يرفسها و يضربها ويهينها بطريقة لا يقبلها كل حمير العالم وذهب لحمصي أخر ليعلمه الحريَة.
اقتربت إليها ونظرت إليها بنظرة علَها تفهم من خلالها أنني أريد أن أصبح شهيداً من أجل التحرر فقط, من أجل مستقبلِ أفضل من أجل ماضٍ ثقيل و حقير قررت الشهادة من أجل ولدي فقط حيث ضميري الحيواني لم يستطع التحمل, و انا أعرف بأنَي لن أحصل في الجنة على عذراوات وحياة مرفهة كوني حمار, كما أعرف بأنه بعد استشهادي هذا و بعد نجاح الثورة لن يُعوَض ابني على عمل أباه النبيل كونه جحش, لكن سأسجل هذا الشرف في مذكرات ابني وسأكون شهيد فكرة نبيلة وسأتذكرها دائما بكلِ اعتزاز فعندما ينسد الأفق يكون موتك هو حريتك.
ففهمت الفتاة ما يجري بداخلي فهي كانت حمصية أصلية و أنا كنت حمار أصلي, وأخذت صورة الأسد من الأرض وألصقتها على جانبي, ففهمت عليها كما فهمت علي.
وأخذت أركض باتجاه الجنود وصورة الأسد التي على جانبي تقول لهم بأنه حمار, وإذا بهم يطلقون رصاصاً نحوي كافياَ لمعركة كبيرة كمعارك بن لادن و الأمريكان.
وقعت على الأرض و أنا سعيد بانتصاري هذا وتحطيم جدار الخوف الذي لطالما ما حطَمني, وكنت أفكِر قبل موتي هذا" هل سيرحلو هؤلاء الكرارة يوماَ ما فأنا لا أوأمن على ولدي معهم, وهل سأصبح يوماً ما تشي غيفارا الحمير في العالم .
وكتابة هذه التجربة كانت موجهة لأصدقائي في الغرب الحر, لما شاهدته من معاملة إنسانية لكلابهم و قططهم, حيث يبكون لمرض حيواناتهم لعلَهم يفعلون شيئاً للحمير في سورية وخاصة بعد تقاعسهم عن مؤازرة إخوانهم الحماصنة, لعلَ قصة حمار مثلي تحرِك البشر شيئاً قليلا فهم لا يتحركون من أجل البشرً.
خبر هام جداً, أقول لكل حمير العالم اني لم أعمل يوما ما مع القاعدة كوني حمار, فأنا أعرف سوف يقول عني الإعلام السوري هذا, وتستطيعون سؤال الحمصيَة فهي وثَقت ذلك بهاتفها المحمول.
تحذير هام جدَا!!! القطط و الكلاب في درعا يتعرضون لمذبحة جماعية, فنداء إلى قطط العالم الرأسمالي وكلابه باتخاذ موقف ضدَ الأسد ومقاطعته ومحاكمته, الذي يحصل في سورية عار في التاريخ الحيواني كلَه.
ملاحظة: أنا أعتذر عن الأخطاء اللَغوية و الإهانات الغير مقصودة, وأعيز ذلك كوني كاتب حمار.
أخوكم الحمار
OSA



       

No comments:

Post a Comment