الثقب الأسود..

هاتفتني البارحة زميلتي في القسم بالجامعة, وهي يسكنها شيئٌ ما يٌقال عنه مرض التوحد لكنها للأمانة العلمية هي أفضل طالبة على مستوى الجامعة بالإختصاص

, وتكادُ أن تتفوق على أساتذة القسم ولديها قلب طفل نقي, لكنها تشكو من طقوسٍ كثيرة قد يراها الآخرون ضرباً من الجنون و المرض. وقالت لي: أنا لا أستطيع النوم ! سألتها بغريزة عربي يخاف من المصائب المتراكمة-  فنحن نخافُ من المصيبة قبل أن تحدث و نُحدثها إذا لم تحدث, لا غرابة و جهازنا العقائدي عاصر كلَ أنواع المصائب النفسية والمعنوية و السياسية و الإجتماعية وما زال لتوه يٌعاصر, وهذه المرة أمام العين المجرَّدة وخصوصاً بعد إدمان وسائل تواصل العالم الإفتراضي- : "ماذا جرى ؟" فردّت بتنهيدة تخفي وراءها حسرة و إشمئزاز:" أنا كنت عبحسب إذا ضلوّا البشر أغبياء بيئياً بهذا الشكل هناك كارثة بيئية ستحدث في السنوات المقبلة قد تدمر الأرض! لذلك يجب أن لا يتسع ثقب الأوزون أكثر ؟!" أجبتها بحسرة أيضاً و تنهيدة تخفي وراءها خيبة أمل و إشمئزاز" وهناك ثقبُ سوري إذا لم يُدمل ستكون كارثة إنسانية و إجتماعية و بيئية أيضاً, قد تدمر سوريا! وعد شرف مني لما نخلص من هذا الثقب السوري السخيف و المنقرض عندكم منذ أكثر من نصف قرن سيكون عندي و قت أكثر للإنشغال بثقبَكِ العظيم".

عمر أبوحمدان