تربية الأَملْ...

أُربي الأملْ...

بصمتي ...

بلغتي...

أُربي الأملْ...

لا شيئ يجعلني أُقاومُ شهوةَ الموتِ,

ولا أنتظر الأجلْ... فأنا أربي الأملْ.

مستلقياً تحتَ شجرةٍ خضراءْ...

شارداً بأسرار الوجود

عابثاً بلون السماءْ

أربي الأملْ.

أمٌّ : منتظرَةً ولدي الذي رحلْ

لعلَّه الأملْ ...

لعلِّي أُعدُّ له ما كان يشتهي من طعام,

عندما يعودُ يوماً...

سيعود...

سأَعيشُ لكي يعودْ...

نعم ولدي رحلْ...

لكني أُربي الأملْ.

عاشقة : أبي سيوافقُ يوماً ما,

أُمي ستقنعهُ, لكنْ ليس الآنْ

وحبي لك أكبر من الآنْ

لا تخفْ...!

سأمسحُ يوماً صدرك ْ

بنهدين حررهما حبكْ...

سأهربُ إلى ذكراك من الضَّجر و المللْ...

وسأُربي الأملْ.

أبٌ : عبَّأتُ كأسي...

لا تتعجَّلْ...

لم أنسَ كأسكْ...

ستعود...

لأشهدَ عرسكْ...

و تكبر أمامي حقيقةً

و أرى طفلكْ,

ونتسامرُ ليلاً في هدوءٍ,

ماذا فعلَ العتاة بالأرضِ...؟

لكن لا تقلقْ...

سيبقى الكأسُ كأسكْ,

فأنا كما عهدتني ...

أُربي الأملْ.

أُخت : من يحميني من همسِ ليلٍ شرقيْ,

أنا جرحني بُعدَكْ...

فمن يبرر أٌنوثتي غيرَ صمتكْ,

لا شيئ يجعلني أقاومُ شهوةَ البوح و الوجلْ...

فأنا أٌربي الأملْ.

صديق : يا صديقي ! يحاولون كسري,

قهري...

وإغراقي في الوحلْ.

لكني ما زلت مثلك أنتظِر الحدث الجللْ...

فأنا بكلِّ حرقةٍ و صمتٍ أربي الأملْ.

معتقل : أَطلُّ من نافذةَ ذاكرتي,

أرى حلماً جميلاً ناصع البياض, يطيرُ دون كللْ...

سيتححققُ الحلم, دون سيافٍ يقتلُهُ... فأنا أربي الأملْ.

أما أنا أربي الأملْ لتكتملَ القصيدة, ويكتمل الوطن...

أربي الأملْ.

o.s.a