who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Monday, April 25, 2011

إسرائيل تريد نظاما قوياً في دولة ضعيفة


هذه المعادلة و التي نسميها منذ عهود المؤامرة, والتي يتشدَق النظام بتكرارها...كيف لا!؟ وهو يحكم البلاد و العباد منذ عقود طويلة تحت شعار" لا صوت يعلوعلى صوت المعركة " وحتى لو كان هذا الصوت أخرس منذ عقود, يجب أن تكون أصواتنا أخفض إلى درجة أصبحنا فيها مكممي الفم
. تناسى النظام أو صدَق كذبته التي اختلقها بأنَه هو الذي يعبِر عن صوت المعركة, وحاول جاهدا أن يخفي عنا حقيقة تقول بأنَه هو نفسه جزء من المؤامرة تلك. نعم هناك مؤامرة على منطقة الشرق الأوسط كلَها, أو لنقل كما يعبِر عنها في الغرب العقلاني صراع المصالح وزاد الصراع حدَة بدخول إيران و تركيا بقوَة أكبر للعبة الصراعات تلك مع الغرب و إسرائيل, وهؤلاء جميعا يغطون بقدر الإمكان الفضائع الحالية المرتكبة من قبل النظام. فتركيا التي خرجت منتصرة في الأزمة الإقتصادية بنمو 8% لم تحققه ولا حتى الدول الكبرى, وحتى الإتحاد الأوروبي الذي يضيق ذرعا الآن بجارة تركيا اليونان, التي أخذت شرف الإنضمام لحلف اقتصادي كبير, وإذ باليونان تعلن إفلاسها و تهدد حتى سقوط مشروع القرن الإقتصادي الإتحاد الأوروبي. بينما تركيا راحت تنفتح على جيرانها العرب و تقوية دورها الإقليمي لتقوية ورقتها أمام الحلف الأوروبي. والمواقف القويَة التي اتخذها اردوغان في حرب غزة و أسطول الحريَة كانت عظيمة بالنسبة للوجدان العربي, ولربما باتت قويَة لأن الزعماء العرب كعادتهم اختفو وراء كواليس المؤامرة.    
إذا الأنظمة العربية ببطشها كانت جزء من المؤامرة و حتى طوَرت أساليبها و ساهمت في حياكتها و تفصيلها كبدلة على مقاسها المطلوب أصلا من الغرب. بالفعل تمَ التآمر على شعوب المنطقة ووصلت القذارة بهذه المؤامرة إلى الإفساد الخلقي و الديني و الإجتماعي والسياسي كما عبَر المفكر العربي الطيِب تزيني" الدولة الأمنية و ظيفتها إفساد من لم يفسد بعد بحيث يصبح الكل مدان أمام القانون و يشارك بمعركة الفساد". إن الفساد اجتاح نسيج المجتمع السوري برمَته لينخره للعظم و كما يقال في المثل العربي الدارج" أكلونا لحم و رمونا عظم ", لكن بعد ظاهرة التنافس الأكثر بين الحكام العرب على زيادة أرصدتهم في البنوك الغربية والتي يعتبرها النظام العربي متآمرة عليه, حاولو بسياساتهم الإصلاحيَة الجديدة إستثمار حتى العظم, أي بلغة الدارج" لا جلد ولا عظم" لعلَهم يسترضون إسرائيل أكثر.
حتى جاءت صدفة ما بصيص أمل جديد في ليل العرب من قرية نائية في بلد عربي صغير محمد بو عزيزة- واقترح بتسمية شارع ما في كل مدينة عربية باسمه- الذي حرق نفسه ليخلصها من المرض السرطاني الإجتماعي المحيط به, لكنه لم يفكر قط بأن استشهاده هذا سيفجِر تسونامي سياسي في كل أرجاء الوطن العربي يصحي العرب من نومهم ليروا أنفسهم عراة من كل شيئ, ويشاهدون بالمرآة آثار النظام النفسية كالبثور على أجسادهم.
لكن هذه الشعوب أثبتت بأنَها ما زالت تحمل بذور الحياة و الأصالة و خرجت!؟ والشعب السوري العريق أيضا خرج, ونحن نعرف ماذا يعني الخروج أمام الطغات, فكل من خرج يعرف مسبقا مصيره إما شهيد من أجل الحريَة أو معتقل في زنازين الأحلام الورديَة.
فهذا نظام متوحش دخل موسوعة غنس للإجرام باعتقاله أطفالا بعمر الورود, فعلة لم يسبقه عليها أحد و أعاد شريط المؤامرة المسجل مسبقا.
فالأطفال الذين يسعى الدكتور بشار الأسد لتأمين الحليب لهم كما قال بخطابه أمام مجلس اللَعب قالو له:" ليس بالحليب وحده يحيا الإنسان".
نعم كانت مؤامرة من خمسة عشر طفلا المتربين أصلا في منظمة طلائع البعث العسكرية, ونامو في بيوت الخوف, حيث زرع النظام في كل واحد فينا رجل مخابرات قي داخله ليراقب حتى أحلامه. وكان للنظام أن يقتل زعيم عصابة الأطفال هذه وحتى قلع أظافره تعذيبا, فلربما مرق هذا الطفل يوما ما خلسة من أمام مدير المدرسة البعثي ولن ينتبه بأن أظافره أصبحت طويلة.
والتقت مصالح الأهالي- الذين طردوا من مكتب مدير الأمن تحت التهديد بانهم لن يروهن أبدا لمؤامرتهم الدنيئة تلك- مع مصالح المعارضة السورية الشريفة التي تعمل في الداخل منذ سنين وجزء منها يعمل بالعالم الإفتراضي لممارسات النظام بإبعادها عن الواقع السوري, ولكلٍ منهم قصة إنسانية ومأساة مع النظام وأجهزته الأمنية القمعيَة يندى لها الجبين. فما كان لهم أن يهتفوا بأسلوب حضاري و مسالم في سوق شعبي في دمشق" الله سورية حريًة وبس" فهذه الكلمة جديدة على الثقافة السوري والأجد من ذلك أنها استبدلت كلمة بشار بكلمة الحرية, يا لها من جريمة نكراء, فالدكتوركان أكثر تواضعا من أبيه, ففي أيامه كان الشعار" حلَك يا الله حلَك تنزل و يقعد حافظ محلَك " , فردد المتظاهرين في درعا العزبزة متجاوزين كل آلامهم و أحزانهم بالسخرية " اسح اندح انبو                                                         الواد طلع لبو".
وبالعودة لقصة الأطفال, فقد ارسلو من معتقلهم إشارات لأفرادها المنتشرة بكل مكونات المجتمع السوري الذي هو بالأصل ملكا لشخص واحد و بالتأكيد ليس الله, فخرجوا و هبَ الشعب السوري في أماكن متعددة متحديَا الخوف الذي زرعه النظام باللاوعي فيه. فالكل يعرف قصص سحق مدينة حماه و تدمر السجن الذي ليس له مثيل بالعالم من حيث الخدمات التي يقدمها للمعتقلين في كل مجالات الظلم الإنساني و الحيواني, والكثير عرف أو سمع عن رجال الأمن- رجال أعمال النظام – مشاريعهم التي لم تتقاطع يوما على أرض الواقع مع مشاريع شعوبهم, فمشاريعهم كانت مشاريع ضيقة و قذرة وكل ما ينكل بالمواطن واللعب بالورقة اللبنانية و الفلسطينية كيفما تقضي مصالحهم. رجال أمنٍ يتنافسون كل يوم على أخذ جائزة أوسكار بأفلام الرُعب والكذب و الفانتازيا التي أخرجوها, وزاد النظام عدد شركات الإنتاج و المخرجبن الأمنيين و طرح مسابقة لأجمل و أفضل سيناريو كاذب و عاهر وظالم و مفسد ومدمِر.
كلُ هذه القصص موجودة بذاكرة الشعب السوري والآن انتقلت إلى ضميره ووجدانه, كيف لا!؟ وهذا الشعب الحي جرَب الحياة الديمقراطية و البرلمانية و المدنية قبل مجئ العسكر للحكم ليُرجعوا البلاد مئات السنين للوراء واخلو البلاد من كل أشكال الحياة الطبيعية.
فخرج هذا الشعب في الشوارع ليقول كلمة الحرَية بعد أن نسي لسانه لفظها غير مكترث من الفرقة الرابعة المجرمة لماهر الأسد مقلِدا العم في الثمانيتات وعصابات الشبيحة الزعران الَتي لا تملك أي مستوى أخلاقي أو إنساني كيف لا!؟ وهي عصابات المخدِرات و السلاح المرتبطة بالأسرة الحاكمة, فكانت هذه العصابات تتباهى بأخذ صور الذكرى على إجرامهم ليقولوا ها نحن نرد الجميل للنظام الذي يحمينا. ويغطي إعلام النظام هذه الجرائم بأكاذيب و شماعة القاعدة الدارجة و مشاهد أوفر مكشوفة وغبية ونسوا أن يعتمدوا على بعض نجوم الدراما السورية المشهورة عربيا لعمل مشاهد كاذبة أفضل نوعيَة, حيث أنه هذه النجوم اختفت تحت رداء النظام و يكذبون معه.
ففي البديهيات البسيطة مقومات الدولة هي أرض حكومة شعب فالوطن عندهم هو فقط أرض و قائد فلا يوجد عندنا زعيم للوطن بل وطن للزعيم وكما قال المناضل الفاضل هيثم  المالح" النظام يريد اسقاط الشعب ".
وبذلك اتبع النظام حلاً أمنياً دنيئاً, حلاً يريد به بث الفيروسات الطائفية لعبته القديمة التي هو اخترعها و ثبَتها بعقل السوريين بكل عناية الخوف من الآخر السوري و أغلق أبواب الأمل على الشعب بحجة أمنهم, و أصبح الناس مشغولين بصغائر الأمور و راحوا يتراكضون ويفعلون المستحيل لدى السفارات الغربية, التي هم بالأصل ضدها فقط للحصول على تأشيرة خروج إلى الغرب و يكافحون من جديد للبقاء هناك. هناك ظاهرة خطيرة بالمجتمع السوري غير ظاهرة المفقودين و المبعدين هي أنه عدد السوريين في الخارج هو أكبر من نصف عدد سكان سوريا و أنا أكاد أجزم بأنه الكل ذهب للخارج ليس محبة بالخارج بل هرباً من الداخل.
و اليوم ثورة الشعب السوري هي ثورة على الفساد النفسي و الخلقي و الديني و الإجتماعي الذي خلقه النظام, وهي ثورة حقيقية بامتياز بدءها الأطفال و النساء و يساندها كل أحرار سورية الآن بعدما تخلى كل العالم عنها لحسابات ضيِقة و حتى الإعلام العربي تغيِب عن تفاصيلها الحقيقة وأخص هنا الجزيرة بالذكر التي فقدت مصداقيتها أمام الشعب السوري و يجب عليها إعادة هذه المصداقية التي أبهرتنا يوماً ما.
الآن يوجد في سورية طائفتان فقط طائفة الفساد و طائفة اللافساد, وليس مثلما يدعي النظام الطائفية التي مارسها على مر العقود وأساء حتى لطائفته العزيزة التي هي مكوِن أساسي من مكوِنات المجتمع السوري العظيم.
آن الآوان ليحكمنا قانون مدني متساوون فيه متباهين بكل ألوان الطيف السوري الجميل بأعراقه و طوائفه و تيَاراته الدينيَة و السياسية التي كلها تصبو إلى تقدُم الإنسان النفسي و الحضاري. ولنتفاعل معاً في وطنٍ هو أكبر من الجميع و إرثِ حضاري هو أقدم من الجميع.
يقول الشاعر الكبير محمود درويش:
أيها المارون بين الكلمات العابرة...
إجمعوا أسماءكم و انصرفوا.
فخذوا حصَتكم من دمنا و انصرفوا...
آن أن تنصرفوا.           


عمر أبوحمدان
ألمانيا 18.05.2011
                                                          
 

No comments:

Post a Comment