who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Wednesday, October 19, 2011

السوري الجديد...رضا منزلجي


سوريا اليوم بمدنها وأريافها الثائرة، هي رحلة البحث عن حقيقة التمرد، ورفض الذل والاهانة لكرامة وذات الانسان. سوريا تجلي الرغبة في تحدي سخافة وخفة الديكتاتور، وانعدام أفقه وقصر النظر المزمن الذي يعانيه طبيب عيون القصر.
هي الضوء الساطع الذي يبهر عيون المختبئين خلف عبادة فرد هزيل، يسرق ويسطو، لا قضية له، هو وطبقة السادة اللصوص في مجتمع النخبة الذي صنعوه تمايزا عن عموم عبيد السوريين طيلة عقود.
لكن اليوم تنقلب المعادلات، ويرفض السوريون لعبة التخبئة، ويخرجون كل ما في جعبتهم من انسانية، يهتفون ويغنون ويرقصون، يشعلون النار في الليل ويتحلقون حولها، ليس في الوارد الجلوس في البيت ومراقبة أقرانهم البشر يحتلون وول ستريت، فضلا عن كون الكهرباء مقطوعة عن ضمير النظام السوري البربري. الناس في بلدي مدهشون، استعادوا انسانيتهم بالتعارض مع دونية فرضتها آلية استبدادية ثقيلة ما زالت تجثم على صدورهم، تفرزهم وتسرقهم، تقربهم من دوائر النفوذ حين تشاء اذا أظهروا لها الكثير من الذل والخنوع، وتجبّروا على من هم مثلهم أو دونهم بالمقابل. وتبعدهم الى ليل الزنازين الطويل، وتقتص منهم ومن ذويهم، وتجعل العفن من نصيبهم، اذا تجرأوا النظر الى خارج الكهف السوري.
السوريون اليوم سعداء باكتشاف الذات، والجماعة، يحتفون بها وبأنفسهم، يكتشفون أبعادا جديدة للحياة، لم يكن تخيلها ممكنا تحت سطوة الحذاء العسكري، يرفضون ويقبلون من ضرورات داخلية تتعلق بكيانهم وتاريخهم وتراثهم، لا شأن لمستبد في فرضها عليهم. وهم يختارون ما يريدونه ومالا يريدونه، ابتدأوا بتجريب المعرفة، بعد أن كانت موروثة سرا من جيل الى جيل، ويختبرون علاقتهم مع أنفسهم والمحيط القريب من عائلة وطائفة أو عشيرة مع بقية تشبههم في عائلة وطائفة أخرى، ويكتشفون أنهم بشر متماثلين ينتمون الى وطن واحد، وأنهم مواطنين صنعت لهم وبهم الديكتاتورية حدودا وحواجز ومخاوف وهمية، صاروا يطلون منها على شركائهم\أعدائهم في الوطن.
السوريون اليوم، يرفضون الديكتاتور وهرمه ، يسبونه علنا وهو المحرم عليهم، وهو الطوطم المحظور ذكر اسمه، يمارسون قتل الأب بفرح غامر، يدمرون أصنامهم ويحرقون صوره، ويطالبون باعدامه، ويكتشفون أن أب الوطن الوريث له وسيده لص صغير في العمر، ركيك في الاملاء، يقود البلد الى الكوارث من جهله، وادعائه بمعرفة الكهانة والطب والعلم والتاريخ والسياسة، وغاب عنه الحق والعدل والانسانية التي لم يعلمه أبوه إياها.
السلطة الحالية في سورية ذات صلف وتكبر، اعتادت أن تكون سعيدة في دورها كواهبة للموت، تمارس سادية مفرطة على عبيدها، وكأنها لا تكل من قراءة مئة يوم في سدوم للماركيز دو ساد. وهي خلاقة ومبدعة في ابتكار العنف، وطرق التعذيب، واهانة الذات، وتحقير الانسان، وتخويفه اللحظي واليومي من خطر الوقوع في ضلال المعرفة. السلطة كجماعة جاهلة لم تتجاوز المرحلة التعليمة الابتدائية لعدم القدرة على الاستيعاب، والمنتسبة للقوى الأمنية والعسكرية بحكم الضرورة والاستمرار في الدفاع عن المملكة الموروثة، عديمة الاحساس، مصابة بمتلازمة ستوكهولم، ونشوة حماة المدمرة. أتباع السلطة الهاربين من فقر وعوز مستديمين في الروح والذاكرة، متعاليين عن جذورهم متماهين بصورة اله خلقوه على شكلهم ومثالهم، واسبغوا عليه من صفاتهم المتخيلة وعبدوه، وعبدوا قدرتهم فيه، كواهبين للموت مثله.
السوريون اليوم، أوفياء للتاريخ، والحضارة الانسانية، ولخمسة بلايين من السنين، شكلت هذا الكوكب الأزرق الفريد من نوعه في الكون، وهم متطورون بضرورة التكيف مع سلطة فَرَضت عليهم، لخمسة عقود، الظلم والموت والكأبة. فاستجابوا لها تاريخيا بالاختباء، والهروب، والتماهي، والرفض، فقتل منهم الألاف، وسجن الألاف، وهربت مئات الألاف، واختبأ الباقون بين ظاهر وباطن، يطأطئون رؤوسهم كجماعات في طوابير الذل اليومية صباحا، ويحتفون أفراد برفض سري مبهم في آخر الليل، وكأن العقل ذو الجذور الدينية السياسية الباطنية، للسلطة المتماهية بشخص الإله المفصول عن الواقع والامتداد، الحاكمة باسمه، أفرز ازدواجيته التاريخية وتفسيره الباطني للقراءة الظاهرتية للحياة اليومية العادية، في سفر سري محظورة قرائته، لكنه مدرك من قبل الجميع، وعممها على جموع العبيد في فصام تمتاز الديكتاتوريات في خلقه عموما، وحالة الاستبداد السورية خصوصا.
السوريون الآن فرحين بهذا الفرح، باستعادة الروح ووحدتها في تحد واضح لفصام الديكتاتورية العضال، وتوحيد المسميات، والدلالات، فمن يقتل منهم فهو الشهيد، ومن يتظاهر ويرقص ويرفض فهو الثائر، ومن ينتصر هو السوري الجديد.

No comments:

Post a Comment