المأسسة

"تُعرَّف بأنها النظام(العَقد) الإجتماعي الناشئ من خلال حقوق التفاعل أو واجبات التفاعل أو المعاير المتفق عليها لهذا التفاعل الإجتماعي من قبل المتفاعلين. بحيث تصرفات و سلوك الأفراد في هذا التفاعل مشروطةً بأن تكون فيه تلك التصرفات و التفاعلات متوقعة أو على الأقل مُنتظرة من قبل المتفاعلين في هذا التفاعل." ـ محاولةً لترجمة المفهوم من اللغة الألمانية أتحمل مسؤولية أمانتها العلميةـ

 

حاولت أن أبحث عن هذا التعريف الغائب أو الذي غُيِّب عن يوميات الثقافة العربية لغايةٍ قي نفس يعقوب، لأهميته الفائقة في صناعة مستقبل تطلعات شعوب الربيع العربي، والتي قامت لأجلها شعوب كريمة كانت جائعة إلى الكرامة الإنسانية وإلى إحساس المواطنة نتيجةَ فرضه بكل نذالة وخسة من قبل أنظمة إستبدادية شمولية توليتارية مافيوية.

إن بوصلة و مرجعية الربيع العربي  كانت ويجب أن تبقى كذلك كي تنتصر، هي الكرامة الإنسانية والمواطنية. والتي دونها لن تبنَ أوطاناً كريمة. المتمثلة في الإنتقال من مرحلة الأنظمة "القطيعية" إلى مرحلة الأنظمة "الديمقراطية المواطنية المؤسساتية" في أوطان كانت ولا بد لها أن تكون سقوف مكوناتها مفتوحةً نحو المدى الحضاري لكل منتجات و مفرزات المجتمع المدني السليم المُتفاعل مع الشأن العام، ذلك الشأن العام، الذي هو بالأساس ملكٌ لجميع المواطنين.

” يشير مصطلح المجتمع المدني إلى كل أنواع الأنشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة حول مصالح و قيم و أهداف مشتركة. و تشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني تقديم الخدمات، أو دعم التعليم المستقل، أو التأثير على السياسات العامة. ففي إطار هذا النشاط الأخير مثلا، يجوز أن يجتمع مواطنون خارج دائرة العمل الحكومي لنشر المعلومات حول السياسات، أو ممارسة الضغوط بشأنها، أو تعزيزها (معاقبة صانعي السياسات أو مكافأتهم)".

مما يتطلبه ـ كضرورة مصلحية وليست فقط أخلاقية فحسب ـ مأسسة كل ما ينتج عن تفاعلات هذا الربيع من فعاليات المجتمع في كلِّ تجلياته الثقافية و السياسية و الفكرية و الإجتماعية...إلخ. أي إعادة سلطة القانون و المعايير المُتعاعقد عليها من قبل جميع المتعاعقدين وتفعيل دورهم في المساهمة في عملية إنشاء المعاييرالناظمة وتطوير تلك المعايير في ما يتوافق مع تطوّر كيفية الكرامة الإنسانية.

حيث أنه"كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان, كونه إنسان بغض النظر عن أصله وجنسه وعمره و حالته"...،وهذا تعريف ثابت وأما كيفية القيمة فهي متحولة بتطور الزمن و تطور العقل البشري.ما يعني قيمة عادلة تُكتشف أو يخترعها الإنسان أو الطبيعة تُعطي الإنسان حقوق انسانية جديدة تزيد من احترام الإنسان.

مأسسة أي عمل أو تفاعل في أي ِّ دائرة إجتماعية هو الطريق الأنجع للوصول إلى الأهداف الواقعية و الأخلاقية المُتعاقد عليها، والتي بالأصل نشأ لأجلها هذا التفاعل الإجتماعي كمبادرة.

عمر سليم أيوحمدان