who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Thursday, June 21, 2012

ثورة الكرامة ما لها وما عليها......

ثورة الكرامة ما لها وما عليها......
"كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان, كونه إنسان بغض النظر عن أصله وجنسه وعمره و حالته"....وهذا تعريف ثابت وأما كيفية القيمة فهي متحولة بتطور الزمن و تطور العقل البشري......ما يعني قيمة ما عادلة تُكتشف أو يخترعها الإنسان أو الطبيعة تُعطي الإنسان حقوق انسانية جديدة تزيد من احترام الإنسان....

ربط الألمان دستورهم بالكرامة التي وُضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر تحته كل القوانين وكتجربة رائدة عن دساتير الدول الغربية الديمقراطية الحديثة. وكل مادة قانونية تُعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة, ففي الفقرة الأولى من المادة الأولى صيغت الجملة كالآتي" كرامة الإنسان هي أمر لا يمس به. يجب احترامها و حمايتها هي واجب كل سلطات الدولة." وفي شرح هذه المادة لم يُعرَّف الإنسان المقصود وبقي بلا جنس و لون وأصل ليشمل كل إنسان . وحتى تدُرس إمكانية سن قوانين تحفظ كرامة الحيوان.
لم يكن وقع هذا الشعار التلقائي " ثورة الكرامة " مدوياً في عقول و قلوب السوريين فحسب بل في العالم بأسره. ابتكرَ أهل حوران هذا الشعار دون عناء فهو كان في مكنونات كل سوري, بل حق إنساني لكل من يعيش على وجه البسيطة أن يعيش بكرامة. هذا الشعار الذي أطلقه العقل والقلب الجمعي لشباب وشابات حوران كان مستتراً وغير مرئياً لدى أغلب تشكيلات المعارضة و الطبقة السورية المثقفة. التي ساهمت مشكورةً بعذاباتها و مآسيها من قمع النظام طوال العقود الماضية  في عدم إعطاء السلطة الدكتاتورية فرح النصر بتركيع شعب عظيم و تاريخ عريق و أرض حضارات سامية و غير سامية واختصاره بفرد وقناة أمنية. هذا النظام الذي ما فتئَ عن طمس الهوية الإنسانية و الحضارية لشعبٍ شربَ من إرثه جميع الشعوب و هو شرب أيضا من إرث الشعوب. فهوية كل مكونات الشعب السوري كانت هوية كل مكون ديني أو اثني أو قومي أو ايديولوجي أو فكري تعطي الهوية السورية قوتها و بهجتها و دورها في التراث الإنساني. هذا الشعار لم يقض مضجع الدكتاتورية فحسب بل مضجع أربابها.
حمل النظام السوري في حقيبته الدبلماسية ـ المقدمة له من الخارج ـ تناقضات المنطقة برمتها, فالنظام كان صديق الجميع إلا شعبه. تلتقي عنده المصالح الإمبريالية و الصهيونية  و الشيوعية والفارسية و العثمانية و...... محققاً معادلة حافظ عليها  " دولة ضعيفة في نظام قوي".
 فالإستبداد لا هوية له إلا الفساد ومن أوسع أبوابه و أعلى درجاته. حتى أصبحت سوريا كما شبهها مانديلا العرب رياض الترك " مملكة الصمت" . وتم مبايعة جيل كامل ليس فقط لهذه المملكة بل لحالة الصمت المطبق في خناق كل أشكال و فعاليات المجتمع المدني السوري. فمن المبكي المضحك معا أن يموَّل شعب كامل فناءه بأكثر من ثلثي  دخله و جهده مؤسسة أمنية و عسكرية طوال هذه العقود بحجة المؤامرات الخارجية و الخوف من الغرباء الطامعين. استثمر السوريون بكل سخاء في عملية موتهم المادي و المعنوي. كما يستثمر النظام الآن بكل سخاء في عملية فناءه.
إن ثورة الكرامة ولربما دون أن تعقل هذا الموضوع شكَّلت خطراً جوهرياً و سابقةً خطيرة في التاريخ الحديث على الأقل لكل تلك التناقضات التي حافظ النظام على أمنها و أمانها على حساب أمن و أمان المجتمع السوري بكافة مكوناته من خلال إفساده أو تركيعه.كما أثبت هذا الشعار عظمة هذا الشعب وخصوصيته الإنسانية العابرة لحدود الطوائف و الإيديولوجيات و القارات.....
فمنذ الأيام الأولى لثورة الكرامة أدرك النظام خطورة هذا الشعار وحتى أنه أدرك وصول الوعي الجمعي لهكذا شعار سيسقطه حتماً بعَجره و بجره. فسارع على زج كل أصدقائه و حلفائه و طاقاته في الخارج و الداخل في معركته ضد"إن شعباً يريد أن يصبح كريماً لن يكتفي فقط برأس النظام بل سيرمي تناقضاته و وظائفه تلك في مزبلة التاريخ". فثورة الكرامة قلبت معادلة النظام على رأسه إلى " شعبٌ صديق للجميع  عدا من يحاول كسر كرامته و إرادته مرة أخرى في الحياة الكريمة".
سقط جدار الصمت و الخوف عند الشعب وبنيَ معه جدار خوف رهيب عند السلطة الإستبدادية." فشعبٌ حُكِم من نظام خوفاً منه قلب المعضلة إلى نظامٍ يُحاولُ حُكمَ شعبِ يخافُ النظام الآن منه " بل يخافُ العالم السياسي كلُّه منه. وأصبح العالم يركضُ لاهثاً لاستثمار ثورة الكرامة على طريقته و توجهاته ليبقى ضمن المعادلة المقبلة للنظام المقبل في حال العجز عن السكوت على جرائم نظام أصبح رموزه عبءً على الخارج وعبءً أكبر عليه في إيجاد رموز جدد يحاولون على الأقل إبقاء بعض تلك التناقضات. وأخذت عمليات التطييف و التدويل و التزوير و الكذب ترووق للخارج أكثر من مفهوم الكرامة. فكرامة الشعب السوري سوف تعني التخلص من كل البرامج  والأفكار التي دعمت الإستبداد بشكل مباشر أو غير مباشر.
"الموت ولا المذلة"
عمرأبوحمدان
 21.06.2012

1 comment: