who we are

In freedom, justice and equality we trust!
we hope to fullfill the dream of a democracy in syria.
Everyone is invited to write something and to share his/her ideas with us. Please write in english, arabic or german only! The owner of the page reserves the right to decide what will be puplished.

Thursday, June 14, 2012

صدمة كروية.....!؟

من شعبٍ عظيم إلى شعبٍ عظيم......قد تختلفُ أشكال الطغاة أو ألوانهم أو درجاتهم أو جنونهم لكنَّ الشعوب العظيمة تبقى واحدة........
يُنشدون يصهصلون يرقصون يفرحون يُغنون يتزينون بألوان علمهم , يبتكرون من الألوان أشكالاً و أهواءً على أجسادهم و وجوههم و ثيابهم وأسطُحِ منازلهم. ها هم جاؤوا بألوانهم الشخصية والفردية ليعيشوا مساءً كروياً بامتياز. هذا ما تعشه في هذه الأيام المدن الألمانية و الأوربية في المنديال الكروي الأوروبي. بينما تعيش المدن السورية العظيمة احتفالية ثورة الكرامة تحت أصوات المجازر القذرة لطاغيةٍ متجبر و استبدادٍ مُتجذَّرْ وخارجٍ مُتنكرْ.

إنّه لطقسٌ وعرفٌ شعبي أن يتابع الألمان باهتمام ـ وبعد ساعات العمل الطويلة والمنتجة ـ أداء فريقهم لكرة القدم في المحافل العالمية والأوروبية, مجتمعين في الساحات العامة أمام الشاشات العملاقة أو في المنازل أو في الملاعب كلٌّ حسب رغبته و طريقته بالتفاعل مع الحدث. وقد يجد المرء الكثر منهم ليسوا مهتمين في كرة القدم بشكل مباشر لكنهم يأتون لأجل التفاعل مع ذاك الطقس الكروي.
أفاق الشعب الألماني بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على صفعة تاريخية بامتياز, على بقايا أمة وأشلاء قومية ومأساة رايخية لم يشهد التاريخ الإنساني لها بمثيل. كيف لا...؟! وكان اللاعبون على مسرح الحرب العالمية الثانية أكثر من 100 مليون جندي مختلفون في العقيدة و الإيديولوجيا والأسباب و المبادئ و الشعارات لكنهم لربما كانوا متفقين على قدسية المعركة.
حيث لم تكتف قوات الإحتلال في التهافت على تقسيم ألمانيا و نهبها وتركيعها وحسب, بل إعادة تربية الألمان بحيث يتخلصون من النازية كشعور و القومية كهدف. لدرجة التطرف أي من الشعور القومي إلى الشعور المازوخي. حيث جرى إقالة 90% من العاملين في مجال القضاء وإغلاق المدارس وتوقيف الحياة حتى يتم " تطهير مناهجها و القائمين عليها من الفكر النازي و الشيفوني".....
كان الخيار مفتوحاً على مصرعيه لدى الألمان أن يلعبوا أدوار الضحية  أو التباكي على الماضي أو التسليم  لقدر النكسة ومشيئة الرب  أو تحميل  المسؤلية إلى هتلر كقائد طاغية و مجنون. حيث كانت البيئة الدينية و السياسية و الإجتماعية و العرقية و القومية و ...نشطة لاستقبال كل أنواع فيروسات الحرب الأهلية ومستنقعات الفتن والدمار.
لكن الألمان اختاروا " اعترافهم  بالمسؤلية الكاملة عن الماضي و تحملهم مسؤلية صناعة مستقبلهم".
عقلَ  الألمان حجم المأساة و المسؤلية الثقيلة على عاتقهم نساءً أكثر من الرجال آن ذاك, حيث أن الرجال كانوا قد أتقنوا فن الحرب أكثر من النساء وعليه تصدر الرجال قائمة الشهداء و الجرحى. بعد ثلاث عقود من الزمن حققت ألمانيا جزءً من أحلام هتلر المُحتقر لديهم لكن ليس عن طريق الدم. فعالم اليوم وعيَ ومازال يعي تماماً جملة "مد إن جرمني" و التي كانت تعكس التطور المتسارع والمذهل في جميع المجالات الإقتصادية و الإجتماعية و القكرية والفلسفية و العلمية والإنسانية.
الهوية الألمانية الجديدة والتي ازداد تألقها محلياً وعالمياً اعتمدت على  ثلاثة أركان المارك الألماني (قوة اقتصادية عبّر عنها التطور الهائل وخاصة في القطاعات الخدمية والصناعية ), الدبلوم الألماني(تحرير البحث العلمي من كل القيود الغيبية وتشجيع عقلنة البحث ومساهمته في كل المجالات), فريق كرة القدم(يقدم ألمانيا كمدرسة خاصة في روحية التنسيق و العمل والتنظيم "البرازيل تلعب كرة قدم و ألمانيا تعمل كرة قدم " فريق فيه لاعبون يُمثلون ديانات و قوميات و أصول وأعراق مختلفة.لكنهم أي اللاعبون ينشدون معاً النشيد الوطني الألماني  و يناضلون من أجل أن يترك هذا النشيد أثراً حسناً على مسامع الجمهور عند نهاية اللعبة. وفي المقابل يشاهدهم ويتابع انتاجية هذا العمل ملايين في الساحات العامة الذين أيضاً أنشدوا معهم ـ وكثرٌ منهم يتلعثمون كاللاعبون في كلمات النشيد المَنسي ـ, متناسيين على مدى ساعة ونصف أنه لا يجب عليهم أن يتعاظم عندهم  أي شعور قومي أو وطني يميزهم عن الآخر. وعند انتهاء اللعبة لا كما يشتهون لا يبررون الأخطاء الأخلاقية و التقنية للاعبيهم و لاعبوهم يعتذرون عن أخطائهم.
تخلت ألمانيا في  العقدين المنصرمين عن المارك مقابل اليورو من أجل المزيد من الانفتاح  والإنتشار الإقتصادي ثمَّ تخلت في السنوات الماضية عن هوية الدبلوم الألماني ـ والذي أثار حفيظة النخبة العلمية خوفاً على هوية البحث ـ لصالح البكلرويس لتسهيل تنقل الكفاءات العلمية بين دول الإتحاد الأوروبي وذلك تنفيذاً لتوصيات الإتحاد الأوروبي والذي تشكل ألمانيا فيه أهم اللاعبين.ولم يبقى سوى فريق كرة القدم؟!.
لربما أصبح أركان الدولة الحديثة أربعة شعب وأرض وحكومة و فريق كرة قدم. والسؤال هنا ؟ ماذا ستكون عليه هوية فرق كرة القدم العربية بعد هذا الربيع العربي المجيد؟.
عمر أبوحمدان

No comments:

Post a Comment